[size=24][color=blue][size=24][color=blue][size=24][color=blue][size=18]
[size=12]· الإسلام .. كيف انتشر .. كيف صمد .. كيف استمر .. كيف ينبعث ؟؟؟ رغم شدة ما يصيبه حتى ليخال للمهاجم أنها الضربة القاضية .
انها أسئلة ...
تحير الباحثين
ولكن اجابتها موجودة وحاضرة داخل النظام الإسلامى والحضارة الإسلامية .
· ونحن الآن فى عصر الوجبات السريعة ، وفى خضم الأحداث العالمية والنظام العالم الأعور(مرجعية المصطلح أحاديث الرسول عن الدجال ) .. وحضارة الأشياء (مرجعية الوصف المفكر الدكتور رشدى فكار).
نجد أن قوة أعداء الإسلام وصلت إلى أوجها ، والفرصة اليوم سانحة لهم للتصريح بما يكنوه فى صدورهم مئات السنين.
فهذا رئيس وزراء أيطاليا يصرح بوجوب القضاء على ما يسمى بالحضارة الإسلامية وإجبار المسلمين على اعتناق الحضارة الغربية .
وهذا ممسوخ آخر ينادى بضرب الكعبة بقنبلة ذرية ..
وهذا .. وهذا ...
· ولكننا على الجانب الآخر ..
نجد ضوءاً قوياً يبدوا من بعيد ..
انه نور الإسلام ينبعث من جديد ..
فى قلب شباب الأمة ..
فى قلب أطفال الأمة ..
فى مقابل ظلام الأعداء الظاهرين الذين نعلمهم والأعداء الذين من دونهم الذين لا نعلمهم .. ظلاماً يفتضح أمام الأحداث العالمية ويبدأ فى الخفوت .
وما أدل على ذلك من هذا الفشل الذريع الذى وقع بالأمة من جراء اتباع النظم الشرقية أو الغربية وفشل نتائج التشكيك فى قيمنا الإسلام وتجنيبها المشروع الحضارى لدول الأمة الإسلامية ، حتى وصل بها إلى ما نراه الآن من عجز ووهن .
هذا الفشل الاقتصادى .. السياسى .. الاجتماعى .. التعليمى .. التكنولوجى ..... الخ . ولو حدث نجاح فى هذه المجالات رغم إزاحة المرجعية الإسلامية عن المسيرة لكان هذا مبرر لإستكمال هذه الإزاحة ..
لقد ثبت الآن لجموع وأفراد الأمة العربية والإسلامية أن المرجعية الإسلامية هى الحل الوحيد للنهوض . ولا يتنكر لذلك إلا أنظمة الحكم العربية والإسلامية ومن يعاونهم ممن يحرصون على مصالحهم الخاصة ممن يسمون بالمثقفين والذين يمتلكون نواحى الإعلام والثقافة والتربية والذين ما زالوا يعيشون فى واد آخر خلاف ما تعيشه الشعوب وليس أدل على ذلك مما حدث فى انتفاضة الأقصى وما تولد عنها من أحداث .
· وفى هذه الورقات ...
لا أتحدث عما سبق ..
ولكن أضع أمام القارئ العزيز صوراً سريعة ..
صوراً بيضاء ناصعة ..
وصوراً سوداء مظلمة ..
لينظر معى :
حقيقة الحضارة الإسلامية وحقيقة حضارات أخرى نمجدها فى مناهجنا الدراسية .
لا أتعرض للحضارات نفسها ..
ولكن أتعرض لصوراً سريعة تبين واقع هذه الحضارة .
وكيف كان انتصار الإسلام يفسح للشمس لأن تسطع وكيف كان انتصار الغرب يفسح للظلام أن يعم والتاريخ هو الحكم والواقع هو المتحدث والله من وراء القصد
السيد الشريف 3 من ربيع الأول 1423هـ 15/5/2002م
صورة رقم ( 1 )
الإنتصار
* تصرف الجيش عقب انتصاره ، يدل على درجة انسانية هذا الجيش ، وعلى درجة تحضره ، وتحضر الدولة التى يمثلها ذلك الجيش .
إن القوة حين تنتصر ، يغلب الغرور على نفسية المنتصر ، فيتصرف بعنجهية وإستكبار لا يرعى قانوناً أو نظاماً .
وفى هذه الصورة نتعجب من تصرف الجيس المسلم حين ينتصر ، وكيف أنه فاق كل التصورات فى تمتعه بالسلوك الانسانى الحضارى .
وعلى عكس الصورة نرى تصرف الجيش المنسوب إلى الحضارات الأخرى وتبدأ بالصورة السوداء.
صورة سوداء انتصار الجيش النصرانى على المسلمين فى الأندلس
نرى هذه الصورة حين انتصر النصارى على المسلمين فى الأندلس ، وذلك بسقوط غرناطة آخر الحواضر الإسلامية هناك .
ما الذى حدث ؟
يمكنك أن تشاهد ذلك من خلال المصادر الموثقة(دولة الإسلام فى الأندلس – نهاية الأندلس وتاريخ العرب المنتصرين – للأستاذ/محمد عبد الله عثمان . إصدارات مهرجان القراءة للجميع 2001- الهيئة المصرية العامة للكتاب. ) والتى تقول :-
تم تسليم غرناطة بناء على معاهدة التسليم المؤخرة 25/11/1491م – 21 من المحرم 897هـ والتى تمت بين أو بعد الله محمد بن على آخر ملوك الأندلس وبين الملكان الكاثوليكيان الذين قادا جيش النصارى الأسبانيين .
ما هى محتويات المعاهدة ؟؟
1- يتعهد ملك غرناطة والقادة الفقهاء والوزراء والعلماء وكافة الناس بأن يسلموا طواعيه واختياراً- فى ظرف ستين يوماً من تاريخ المعاهدة- غرناطة إلى الملكين الكاثوليكيين أو من يبذبانه من رجالهما .
2- يتعهد الملكان الكاثوليكيان أن يتركا الملك أبو عبد اللع والقادة والوزراء والعلماء والفقهاء والفرسان وسائر الشعب تحت حكم شريعتهم .
وألا يؤمروا بترك شئ من مساجدهم وصوامعهم وأن تترك لهذه المساجد مواردها كما هى وأن يقضى بينهم وفق شريعتهم وعلى يد قضائهم وأن يحتفظوا بتقاليدهم وعوائدهم ، وألا يؤخذ من خيلهم أو سلاحهم الآن أو فيما بعد سوى المدافع فإنها تسلم .
3- أنه يحق للسكان أن يعبروا للغرب أو أية ناحية أخرى حاملين أمتعتهم وسلعهم وخيلهم من الذهب والفضة وغيرها .
4- يلتزم الملكان بأن يجهزا عشر سفن يعبر فيها الذين يريدون الذهاب إلى المغرب ويقدما السفن خلال الثلاث سنوات التالية لمن شاء العبور بلا أجر .
5- وألا يرغم أحد من المسلمين أو أعقابهم الآن أو فيما بعد على تقلد شارة خاصة بهم .
6- وأنه لا يسمح لنصرانى أن يدخل مكاناً لعبادة المسلمين دون ترخيص ويعاقب من يفعل ذلك .
7- وألا يولى على المسلمين مباشر يهودى أو يمخ آية سلطة أو ولاية عليهم .
8- وأن يعامل الملك أبو عبد الله وسائر المسلمين برفق وكرامة .
9- وأنه إذا قام نزاع بين المسلمين فصل فيه وفقاً لأحكام شريعتهم وتولاه قضائهم .
10- وأنه إذا دخل نصرانى منزل مسلم قهراً عنه عوقب على فعله .
11- وأن المسلمين يحتفظون بنظامهم فى الميراث ويحتكمون لفقهائهم وفقاً لسنن المسلمين.
12- وأن يبقى دخل الجوامع والهيئات الدينية والمدارس متروكاً لنظر الفقهاء ، وألا يتدخل جلالتهما (الملكان الكاقوليكيان) بأية صورة فى شأن هذه الصدقات أو يأمران بأخذها فى أى وقت .
13- وألا يؤخذ أى مسلم بذنب ارتكبه شخص آخر ، ولا يعاقب إلا من ارتكب الجرم .
14- وألا يدفع المسلمون من الضرائب أكثر مما يدفعون لملوكهم المسلمين .
15- وأنه يحق لتجار غرناطة وسائر أراضيها أن يتعاملوا فى سلعهم آمنين .
16- وأنه إذا كان أحد من النصارى اعتنق الإسلام فلا يحق لإنسان أن يهدده أو يؤذيه بأية صورة ومن فعل ذلك يعاقب .
17- وأنه لا يرغم مسلم أو مسلمة قط على اعتناق النصرانية .
18- وأن يتمتع اليهود من أهل غرناطة بما فى ذلك العهد من الإمتيازات .
19- وأن يكون الحكام والقواد والقضاة الذين يعينون لغرناطة مما يعاملون الناس بالكرامة والحسنى .
20- وأنه إذا وقع نزاع بين نصرانى أو نصرانية ومسلم أو مسلمة فإنه ينظر أمام قاضى نصرانى وآخر مسلم .
21- وأن يقوم الملكان بالإفراج عن الأسرى المسلمين ذكوراً وإناثاً افراجاً حراً .
وقد ذيلت المعاهدة بأن ملكى قشتالة يؤكدان ويضمنان بدينهما وشرفهما الملكى القيام بكل ما يحتويه هذا العهد من النصوص ويوقعانه باسميهما وبمهرانة نجاعتيهما . محرر فى 25/11/1491م .
وذيل الاتفاق يوم 30/12/1492 بتوكيد جديد .
عزيزى القارئ :-
هل رأيت هذه الاتفاقية ، بعدالتها وانسانية أطرافها ؟
فماذا حدث ؟ ... هل لك أن تتخيل ؟
يقول المؤرح الغربى فى وصف هذه المعاهدة :-
إنها أفضل مادة لتقدير مدى الغدر الاسبانى فيما تلا من عصور ، ان هذه العهود لم تكن فى الواقع سوى ستار الغدر والخيانة .
يقول مؤرخ آخر :-
كان مصير مسلمى الأندلس بعد فقد دولتهم وزوال مملكتهم من أروع ما عرفت الأمم الكريمة المغلوبة ، وكان مأساة من أبلغ مآسى التاريخ .
عزيزى القارئ :-
هل لك أن تتخيل ماذا كان رأى الكنيسة الأوربية ؟
الذين يفخرون بحضارة روما الانسانية الشامخة ؟
كان رأى الكنيسة هو سحق طائفة محمد من إسبانيا ،
وأن يطلب منهم : إما التنصير أو الطرد إلى المغرب ،
فمن المستحيل –فى نظرهم- أن يعيش المسلمون مع النصارى .
وكان على رأس المطالبون بذلك حبران كبيران من أحبار النصارى ، هما :-
الكردينال ديجو ديسا المحقق العام لديوان التحقيق .
فماذا كان العمل :-
على الفور استدى الملك (الذى وقع على المعاهدة العادلة ) الكردينال خمنيس لينفذ مهمة تنصير فى شهر يوليو 1499م-905هـ.
فجمع الفقهاء ودعاهم إلى اعتناق النصرانية .
ونظم الكردينال خمنيس حركة إرهابية انتهت بتوقيع التنصير على عشرات الألوف من المسلمين .
وأمر بجمع ما يستطاع من الكتب العربية ، من المكتبات ومن الأهالى ، وكرست فى ميدان بين الرملة ، وبها المصاحف البديعة وآلاف كتب الآداب والعلوم وأصرفت فيها النيران ولم يستثن من ذلك سوى ثلاثة آلاف كتاب فى الطب وعلوم حملت إلى جامعة مدينة "ألكالادى هنارس" .
وأمر الملكين الكاثوليكيين عقب تنصير المسلمين أن تؤخذ منهم كتب الشريعة والدين لكى تحرق فى سائر مملكة غرناطة .
وما حدث من تنصير المسلمين فى غرناطة حدث فى باقى البلاد والنواحى .
- وفى سنة 904 صارت الأندلس كلها نصرانية كرها ولم يبق فيها من يقول – لا إله إلا الله محمد رسول الله – إلا من يقولها بقلبه وفى خفية من الناس ، وجعلت النواقيس بدل الأذان وفى المساجد الصور والصلبان بعد ذكر الله وتلاوة القرآن ، فكم من عين باكية وقلب حزين ، وكم من الضعفاء والمغدورين لم يقدروا على الهجرة واللحوق بإخوانهم المسلمين ، قلوبهم تشتعل ناراً ودموعهم تسي سيلاً غزيراً ، وينظرون إلى أولادهم وبناتهم يعبدون الصلبان ويسجدون للأوثان ويأكلون الخنازير والميتان ويشربون الخمر فلا يقدرون على منعهم ولا على نهيهم ولا على زجرهم ومن فعل ذلك عوقب بأشد العقاب .
- ويقول المقرى :-
اعتبر النصارى من بقى بالأندلس أسرى ، بعد أن نزعوا منهم الأسلحة والمعاقل ونقص اللعين طاغية النصارى عهوده ، وأكرههم بالقتل إذا لم يقع منهم النطق بالكفر ، ولم تحجم السلطات الكنسية والمدنية عن اتخاذ أشد وسائل العنف حتى القتل للرجال والسبى للنساء ، وأعدم مناطق بأسرها ما عدا الأطفال دون الحادية عشر الذين حولوا إلى نصارى .
- وتحول المسلمون هناك بالاكراه إلى طائفة جديدة عرفت باسم : الموريسكيين Moriscos أو المسلمين الأصاغر أو العرب المنتصرين .
- وفى 20 يوليو 1501 أصدر فرناندو وايسابيلا أمراً ملكياً خلاصته :-
انه لما كان الله قد اختارهم لتطهير مملكة غرناطة من الكفرة ، فإنه يحظر وجود المسليمن فيها فإذا كان بها بعضهم فإنه يحظر عليهم أن يتصلوا بغيرهم خوفاً من أن يتأخر تنصيرهم ، أو بأولئك الذين نُصِّروا لئلا يفسدوا إيمانهم ، ويعاقب المخالفون بالموت أو مصادرة الأموال .
- وبالجملة فإن أهل غرناطة تنصروا عن آخرهم بادية وحاضرة ، وامكتنع قوم عن التنصير واعتزلوا النصارى فلم ينفعهم ذلك ، وامتنعت قرى وأماكن كذلك فجمع لهم العدو يعبد الله خفية ويصلى فشدد النصارى عليهم فى البحث وأحرقوا أكثرهم بسبب ذلك ومنعوهم من حمل السكين الصغير فضلاً عن غيرها من الحديد .
- بل صدرت اجراءات شاذة ، من بينها تشريع أصدره فرناندوا بإلزام الموريسكيين فى المدن بالسكنى فى أحياء خاصة بهم على نحو ما كان متبعاً نحو اليهود فى العصور الوسطى وكانت أحياء الموريسكيين تسمى "موديريا" وكانت تفصل بينها وبين أحياء النصارى أسوار كبيرة .
- ومرسوم آخر يحرم على المنتصرين من أى مدينة أخرى أن يخترقوا أراضى مملكة غرناطة ويعاقب المخالفون بالموت أو المصادرة .
- وتشريع آخر يحرم بتاتاً على المنتصرين فى مملكة غرناطة أن يبيعوا أملاكهم لأى شخص دون ترخيص سابق ومن فعل عوقب بالموت والمصادرة ، والغرض من هذا التشريع منع المسلمين الدين تنصروا من أن يبيعوا أملاكهم ويعبرون إلى المغرب وهنالك يعودون إلى الإسلام .
صورة سوداء سقوط بيت المقدس والاسكندرية ومصر فى يد الفرس 613/620م فى سنة 613م انهزم الروم أمام جحافل الفرس .
وحين دخلت قوات الفرس أرض القدس ، استولوا على الكنائس ونقلوا الصليب إلى عاصمتهم ، واستولوا على كل المجوهرات والذهب الموجود بالكنائس وبالقصور والمتاجر وسوا من سبوا .
وفى عام 620م سقطت مدينة الاسكندرية
فهجموا على الكنائس والأديرة والمقابر المهجورة ووصل عدد من قتل من الرهبان فى يوم واحد ستة آلاف راهب ، حاصرهم فى المساء ، ومع شروق الشمس أمر بقتلهم جميعاً .
وبلغت الأديرة التى خربوها فى ضواحى الاسكندرية 620 ديراً كان يسكنها رهبان وراهبات ، وكذلك دمروا أديرة الراهبات بمنطقة وادى الطرون .
واستمرت ملاحقة الجيش الفارسى للمصريين .
صورة سوداء بعض ما فعله الرومان فى مصر
حين انتصر الرومان على الفرس
أعادوا مصر مرة أخرى
وأخذوا فى تعذيب النصارى الأرثوزكس .
- وهنا يروى "أوسابيوس" وأشاهده ، حين تم جمع عدد كبير من المسلمين ليقتلوا بطرق مختلفة ،
فكان بعضهم تجز رؤوسهم ، وبعضهم يحرقون فى أتون النار المتقدة حتى ان السيف الذى كانت تقطع به الرؤوس قد فل حده ، وتحطم تحطيماً لكثرة ما سحق به من الرقاب وكذلك السيافون تعبوا وخارت قواهم من ذبح الآدميين .
وفى الاسكندرية كانت تقطع رؤوسهم أو يحرقون أمام أعين أبنائهم .
- وفى عصر الامبراطور "دقلديانوس" وصل عدد القتلى من النصارى إلى أكثر من 800000 نسمة ما بين عامى 302 ، 305م .
وتم حرق الأناجيل والكتب الدينية وتم قتل كل الرجال والنساء والأطفال الذين رفضوا تقديم القرابين للآلهة الوثنية .
ومنع النصارى من التجمع وحرم عليهم إقامة الطقوس الدينية .
واستمر ذلك حتى اعتنق قسطنطين المسيحية 312م وأسس مدينة القسطنطينية 324م وجعلها عاصمة الدولة المسيحية الشرقية .
صورة سوداء سقوط مالقة بالأندلس أغسطس 1487م / شعبان 892هـ
حين سقطت مالقة فى أغسطس 1487م / شعبان 892هـ غدر "فرناندو" بما وعده لأهلها من عهود لتأمين النفس والمال ، وأصدر قراراً باعتبار أهلها المسلمين رقيقاً يجب عليهم افتداء أنفسهم ومتاعهم ، وفرض على كل مسلم ومسلمة مهما كان السن والظروف ، الأحرار منهم والعبيد فدية للنفس والمتاع قدرها ثلاثون دوبلاً من الذهب الوازن اثنين وعشرين قيراطاً أو ما يوازن هذا القدر من الذهب والفضة واللآلئ والحرير ، ويسمح لمن أدى هذه الفدية بالعبور إلى المغرب .
وأنه لا يسمح للمسلمين ذكوراً وإناثاً بالعيش أو الإقامة فى مملكة غرناطة .
ثم دخل النصارى المدينة دخول الفاتحين ، وعاثوا فيها وسلبوا النساء والأطفال ونهبوا الأموال والمتاع .
وكما تقول الرواية :-
وكان مصابهم مصاباً عظيماً تحزن له القلوب وتذهل له النفوس وتبكى لمصابهم العيون .
صورة سوداء سقوط القدس فى يد الصليبيين
صورة سوداء
تمثل انسانية الحضارة الغربية
فى القرن العشرين
مأساة البوسنة والهرسك
صورة سوداء
تمثل انسانية الحضارة الغربية
فى القرن الحادى والعشرين
اجتياح الصهاينة للضفة الغربية 2002م
عزيزى القارئ :- ما سبق هو بعض التصرفات الصادرة من الأنظمة التى تحكم العالم فى زمن من عمر الحياة.
وهذه الأنظمة الحاكمة تمثل جانباً من جوانب الحضارة التى يفخر بها العالم الآن ، الحضارة الفارسية ، الحضارة البيزنطية ، الحضارة اليونانية ، أوربا فى عصر النهضة .
هذه السلوكيات فى النتيجة الواقعية ، والخكم الصحيح لمدى انسانية الحضارة المنسوب إليها الأفعال.
وفى الجانب الآخر نجد هذه الصور المضيئة
إنما تظهر واقع الحضارة الإسلامية
بإنسانيتها الشامخة ...
إن الجيوش فى وسط المعارك تفعل ما تفعله الجيوش .
ولكن
حين تضع الحرب أوزارها ...
يتصرف الجيش المسلم تصرفاً انسانياً محضاً ، يدل على رقيه الانسانى وغرضه من الحرب وهدفه فى الحياة .
ولنعش مع هذه الصور المضيئة :-
صورة مضيئة مدينة غرناطة
ماذا فعل المسلمون فى الأندلس حين استولوا عليها ؟ هل عذبوها بالأتاواث ؟
هل فرضوا على أهلها الدين الإسلامى ؟
هل استنزفوا خيرها ليذهب إلى الحكومة المركزية ؟
يقول التاريخ :-
كانت غرناطة أيام الدولة الإسلامية ، جنة من جنات الدنيا ، لوفرة خصبها وروعة نضارتها ، تعرف بالجنات ، فيقال للمزرعة : جنة فلان .
وكان بمدينة غرناطة زهاء مائة جنة ، وكانت منطقة غرناطة تضم زهاء ثلاثمائة قرية عامرة ، سكان كل منها يبلغ الألوف .
يعنى أن مدينة غرناطة كانت تضم أيام كانت عاصمة الدولة الإسلامية أكثر من نصف مليون من الأنفس .
وكانت المدينة نموذجاًَ بديعاً للعمارة الإسلامية ، وجزء منها هو مدينة الحمراء أو دار الملك ذات الشرفات البيض والأبراج السامية والمعاقل المنيعة والتى تغش وتبهر العقول .
أما اليوم :
فصارت غرناطة مدينة متواضعة لا يزيد سكانها على 130 ألف وقد فقدت بهاءها واختفت معظم خططها الإسلامية .
صورة مضيئة فتح الإسلام للإسكندرية
دخل الإسلام بقيادة عمرو بن العاص إلى مدينة الاسكندرية يوم الجمعة أول المحرم عام 21هـ بعد أن انتصر على جحافل الجيوش البيزنطية ، وهربت الجيوش البيزنطية تحمل ما خف حمله وغلا ثمنه .
فماذا فعل عمرو بن العاص ؟
قضى عمرو بين العاص صلح الاسكندرية فى أول المحرم 21هـ الموافق 10/12/641م بالآتى :-
1- أن يؤدى المصريون الجزية دينارين عن كل رجل قادر على العمل .
2- أن تجلو الجيوش البيزنطية فى مدى احدى عشر شهراً وتحمل معها كل متاعها .
3- أن يتاح للمسلمين أداء عباداتهم وتصان معابدهم .
4- أن يسمح لليهود بالبقاء بالإسكندرية .
5- تأمين الرهبان الهاربين ليعودوا بعد هروب عشر سنوات تقديراً لباباهم بينامين البابا السابع والثلاثين.
· المهم فى ذلك :- أنه تم تنفيذ الاتفاق وزيادة فأمن النصارى وأمن كنائسهم وأديرتهم وأمن الرهبان الهاربين من عشر سنوات وسمح لهم ببناء الكنائس والأديرة التى هدمت وأعطى للبيزنطيين حرية الإقامة أو الرحيل بسلام .
فلم يغير عمرو بن العاص الجهاز الإدارى للحكم ، فلم ينزع المناصب من أهل البلاد ، ليستأثر بها المسلمون ، وترك الأقباط سواء ما زالوا مسيحيين أم الذين اعتنقوا الإسلام ، ليكونوا مسئولين عن دواويتهم وأعمالهم أمام الوالى ، واحتل المصريون كل المهام الكبرى بدلاً من البيزنطيين .
النتيجة إذن :- أن المسلمين حين فتحوا مصر ، لم يدخلوها جباة ، ولا محتلين ، ولا مستنزفين لها ؛ وإنما دخلوا ليخرجوا مصر من بعادة الرومان إلى عبادة الله وحده وليردوا خيرات مصر إلى المصريين .
صورة مضيئة دخول الإسلام عين شمس بمصر
حين دخل جيش الإسلام بقيادة عمرو بن العاص مصر وفتح مدينة عين شمس .
ماذا فعل ..
هل استباح المدينة ؟
هل فعل الجيش ما تفعله الجيوش المنتصرة فى العصور حتى الحديثة ؟
لا .. وألف لا .. انها جيش الدعاة لا جيش الجباة ..
لقد أصدر الأمر
فأمن المصريين على أنفسهم وعلى أموالهم وعلى أراضيهم وأملاكهم وعامل الأطفال بالرحمة والشيوخ والنساء بالمرحمة .
صورة مضيئة فتح الإسلام للقدس
فى عهد عمر بن الخطاب
صورة مضيئة
إعادة فتح الإسلام للقدس
بقيادة صلاح الدين الأيوبى
الصورة ( 2 )
القضاء
- القضاء يعنى العدل .
- والعدل اسم من أسماء الله .
- والعدل أساس الملك .
- و ... إن الله يأمر بالعدل .
- وعدل الدولة يدل على مدى تقدمها حضارياً وإنسانياً .
وفى الورقة التالية
ننظر إلى صورة من صور العدالة التى يتباهى بحضارتها الدولة الأوربية ثم نقارنها بصور من واقع الدولة الإسلامية خصوصاً حين يكون القضية بين الدولة التى يمثلها القاضى ودولة أخرى أو دين آخر.
صورة سوداء ديوان التحقيق الأسبانى
1478م
- فى سنة 1478م أرسل فرناندو وايسابيلا ( ملكا النصارى بإسبانيا ) سفيرهما إلى البابا للحصول على المرسوم البابوى بإنشاء ديوان التحقيق فى قشتالة .
وصدر المرسوم بالفعل فى نوفمبر بإنشاء ديوان التحقيق وتعيين المحققين لمطاردة الكفرة ومحاكمة المارقين.
وتم ندب المحققون الثلاثة فى سبتمبر 1480م فى قرطبة وجيان وشقوبية وطليطلة ثم سائر أنحاء المملكة الأسبانية.
- عرض سريع لإجراءات التقاضى :-
1- تبدأ القضية بالتبليغ من أى شخص ، أو ورود عبارة فيها شبهة أن هذا مسلم أو ما زال يؤدى أى شريعة (كمن تأفف حين رأى ابنه يشرب خمر أو يأكل الميتة) ويمكن التبليغ بواسطة الاعتراف الذى يتلقاه القسس ، فيقوم القسيس بالتبليغ .
2- لا يسأل المتهم ولا يبلغ ولكن تجرى التحريات السرية وتعرض نتيجة التحقيق التمهيدى على "الأحبار المقررين" ليقروا ما إن كانت هذه الأقوال تلقى على المتهم شبهة ارتكابها ، وقرارهم يحدد طريقة سير القضية والمقررون هؤلاء يقسمون يمين الكتمان .
وكان معظم هؤلاء المقررين من القسس الجهلاء المتعصبين فكان رأيهم دائماً الإدانة – إلا نادراً - .
3- عقب صدور التقرير يصدر النائب أمره بالقبض على المبلغ ضده ويزج إلى سجن الديوان السرى .
وكانت السجون السرية غاية فى الشناعة ، عميقة مظلمة رطبة ، تغطى بالحشرات والجرذان ، ويصفد المتهمون بالأغلال .
وتصادر أملاك السجين كلها وتصفى ، وتقطع جميع علائقه بالعالم ، فلا يعرف السجين أو أسرته شيئاً عن مصيره ، وتدفع نفقات سجنه من أملاكه ، ولا يخطر بالتهم المنسوبة إليه بحجة أن الديوان المقدس لا يقبض على أحد دون قيام الأدلة الكافية على إدانته .
4- فإذا أبى المتهم الاعتراف وضع النائب له قرار الاتهام طبقاً لما ورد فى التحقيق الأول ويحال المتهم على التعذيب لإفتراض أنه كذب أو أخفى فى اعترافه .
وكان التعذيب وسيلة مشروعة لنيل الاعتراف .
يقول المؤرخ الأدربى "دون لورنتى" :-
لست أقف لأصف ضروب التعذيب التى كان يوقعها ديوان التحقيق على المتهمين ، ولقد تلوث كثيراً من القضايا ، فارتجفت لها اشمئزازاً ورعاً ، ولم أر فى المحققين الذين التجأوا إلى تلك الوسيلة إلا رجالاً بلغ جمودهم حد الوحشية .
5- من أشكال التعذيب :-
· تعذيب الماء : وهو عبارة عن توثيق المتهم فوق أداه تشبه السلم وتكتيفه عليها مع خفض رأسه لأسفل ، وصب زلعة ماء كبيرة فى فمه وهو يكاد يختنق .
تعذيب الجاروكا : وهو ربط المتهم من يديه وراء ظهره وربطه بحبل حول راحتيه وبطنه ورفضه وخفضه معلقاً ، سواء بمفرده أو مع أثقال تربط معه .
تعذيب الأسياخ المحمية للقدم والقوالب المحمية للبطن والعجز .
سحق العظام بآلات ضاغطة وتمزيق الأرجل وفسخ الفك .
وغيرها من الوسائل البربرية ، فلم يك ثمة حدود مرسومة لروعة التعذيب وآلامه .
- ولا يحضر التعذيب سوى الجلاد والأحبار المحققون والطبيب .
- فإذا انتهى التعذيب دون موت يؤخذ أمام المحققين للإعتراف بما قاله وقت التعذيب فإن أنكر أعيد التعذيب .
6- وقلما كان يصدر الحكم بالبراءة أو الإقالة ، إذ أن أقل شك فى براءة المتهم براءة مطلقة كان يدينه .
7- تفيذ الحكم :
- لا يبلغ الحكم للمتهم إلا وقت التنفيذ .
- يؤخذ المتهم من السجن دون أن يدرى أين مصيره ، ويجوز الرسوم الدينية ويؤخذ للكنيسة ليجوز رسوم التوبة وفى عنقه حبل وفى يده شمعة ، ويؤخذ إلى ساحة التنفيذ ويتلى عليه الحكم ويعدم حرقاً أو يسجن مؤبداً وكانت أحكام الإعدام هى الغالبة .
والتنفيذ يقع فى ساحات المدن الكبرى وفى احتفال رسمى يشهده الأحبار والكبراء بأثوابهم الرسمية ، وقد يشهده الملك ، وكان الحكم يُنفذ فى عدد جماعى قد يبلغ العشرات أحياناً ، وكان الملك فرناندو الكاثوليكى من عشاق هذه المواكب الرهيبة ويقرح بحضور حفلات الاحراق .
8- وأحياناً كان يتم محاكمة الموتى والغائبين ، وتصدر الأحكام وتصادر أموالهم وما أن يخرج رفاتهم من المقابر لتحرق واما يصنع لهم تمثال فينفذ الحكم .
9- هل كان من الممكن للمسلمين الذين تنصروا أن يفروا من هذه الدولة ؟
لم يكن ذلك ممكناً .
بل صدر فى 1502م قرار يحرم بلى ربان أية سفينة وأى تاجر أن ينقل معه نصرانياً محدثاً دون ترخيص خاص . وإذا حدث يقبضوا عليه ويحال إلى محاكم التحقيق .
10- واليهود كانوا يخضعون لنفس هذه الإجراءات بعد أن كانوا ينعمون فى ظل الحكم الإسلامى.[/font:a0